النفس الإنسانية
خلق الله تعالى الإنسان وكرمه على غيره من المخلوقات وفضله على كثيرٍ ممن خلق، فقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا (70)} الإسراء. إعلان المساواة وجاء الإعلان القرآني للناس جميعاً بتساويهم عند الله، فلا فضلٍ لإنسان على غيره عند الله وفي شرعه إلا بتقواه، فلا ينفع عند الله مال ولا قوة ولا نسب إن خلت من طاعة أو تكبر صاحبها على غيره من البشر، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} الحجرات. تكريم النفس والنفس الإنسانية مصونة مكرمة لا يجوز الاعتداء عليها بغير حق أو الإساءة إليها بحال؛ كتهديدها، أو استغلالها، أو اختطافها، أو استضعافها، فقال الله عز وجل: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة 32. وقال العلماء: أن قتل نفس محرمة بغير نفس أو فساد في الأرض قتل للناس جميعًا- أي في الإثم -، وإحياؤها – أي التسبب في إنقاذها - إحياء للناس جميعًا. وفي العصر الحالي، فاقت انتهاكات الحقوق الحد، فالإنسان المعاصر -لاسيما الغربي- اعتاد القتل بالجملة، واخترع قنابل ومعدات إبادة كالقنابل النووية والعنقودية، واعتاد الاعتداء على البشر وانتهاك حقوق الأطفال وخطفهم من بلادهم وتشغيلهم من قبل شركات عالمية بأقل الأجور، وبهذا ظهرت "مافيات" الاتجار بالأعضاء، "ومافيات" دعارة النساء، والاعتداء الجنسي على الأطفال، وكلها مشكلات لم يعاني منها المجتمع المسلم - على تفريطه- وذلك للخلفية الفكرية المستمدة من الإسلام الذي كرم الإنسان وأمر بالرحمة بالبشر. |